تعد الدبلجة عملية ضرورية ومعقدة في صناعة السينما، حيث يسعى صنّاع الأفلام لتقديم إبداعاتهم بأعلى جودة وأوفر تأثير على الجماهير. تمثل الدبلجة خطوة حاسمة لنقل الأعمال السينمائية من ثقافة لغة واحدة إلى أخرى، ما يتطلب خبراء وفنيين ذوي خبرة. يتناول هذا المقال مبادئ وخطوات الدبلجة، مع التركيز على أنماط الدبلجة المختلفة والتحديات التي تواجهها في عمليات الترجمة والتوقيت. توضح هذه المقالة الجهود المبذولة لضمان تقديم تجربة سينمائية مميزة للجماهير بلغتهم الأم.من المهم أن ندرك أن حتى أكثر الخبراء في صناعة السينما لا يمكنهم تحقيق فيلم بمفردهم، إنها عملية تتضمن تجربة العديد من الخبراء.
مقال سابق :مفهوم دوبلاج (الدبلجة) ؟ ايضا فن الدوبلاج الصوتي كيفية تحسين الصوت وإثراء التجربة السمعية والبصرية ايضا فن الدبلجة الصوتية: أسرار تحقيق أداء متميز ايضا الدبلجة الصوتية: فن يخترق حدود اللغات والثقافات
لذا، بالنسبة لأي صانع أفلام يحتاج إلى خدمات الدبلجة لمشروع معين، فإن الخطوة الأولى نحو النجاح هي التعاون مع الخبراء المناسبين الذين يمكنهم ضمان النتيجة المرجوة. ومع ذلك، تقدم الخطوات الأساسية التالية تفكيكًا عامًا لشكل وخطوات عملية الدبلجة:
إعداد السيناريو:
إذا كانت الحاجة للدبلجة تتعلق بإعادة إنتاج حوار في فيلم بلغة الجمهور المستهدف، فإنه من الطبيعي أن يتعين ترجمة النص إلى تلك اللغة. ومع ذلك، فإن هذا الجزء من عملية الدبلجة أكثر تعقيدًا مما قد يعتقد المرء في البداية، حيث أن التوقيت يلعب دورًا هامًا في الدبلجة، حيث يهدف الأمر ليس فقط إلى ترجمة الحوار، بل أيضًا جعله متطابقًا في التوقيت و/أو متزامنًا مع اللغة الأصلية.
ما يجعل هذا الجزء من عملية الدبلجة صعبًا هو أن ما يمكن قوله بثلاث كلمات في لغة قد يتطلب ست كلمات في لغة أخرى. ومع ذلك، فإن النسخة المترجمة من الحوار يجب أن تأخذ وقتًا تقريبيًا للحديث كما يتعين في اللغة الأصلية.
بالتالي، يجب أن يكون هناك خبراء في الترجمة يمكنهم التعامل مع توقيتات الدبلجة، بالإضافة إلى اختيار حوار يظل صحيحًا من الناحية المعنوية باللغة الأصلية.
اختيار المواهب:
جزء آخر مهم في نجاح مشروع الدبلجة هو العثور على المواهب المناسبة. يتخصص العديد من صنّاع الأفلام والممثلين في الدبلجة لأسواق جمهور معين، مما يمكن صنّاع الأفلام من العثور على شخص يفهم الاحتياجات المتخصصة للعملية.
على وجه الخصوص، يجب أن تكون مواهب الدبلجة قادرة على الالتزام بمتطلبات التوقيت. في كثير من الحالات، قد يكونون في استوديو التسجيل حيث يشاهدون الأداء الأصلي ويتحدثون بالحوار المترجم لضمان مزامنته مع الحركات الأصلية.
عند اختيار المواهب، يجب أيضًا اختيار شخصية تعكس صوتها باللهجة والانعكاس المماثلة للفنان الأصلي. كما تم ذكره سابقًا، فإن هدف الدبلجة هو السماح للجمهور بمتابعة الفيلم بلغتهم الأم، لذا يجب العثور على ممثلين يمتلكون خصائص صوتية مشابهة لتلك لشخصيات الفيلم لضمان استمتاعهم بتجربة مريحة.
تسجيل الحوار:
تتطلب كل خطوة في عملية الدبلجة بعض الخبرة التقنية، خاصة عندما يحين الوقت لتسجيل الحوار المدبلج. يجب أن تتخذ جميع المحترفين المعنيين الاحتياطات اللازمة لضمان جلسة ناجحة.
يتوجب العثور على مكان مناسب لتسجيل الحوار، وفي كثير من الحالات يكون الحل هو استخدام استوديو احترافي. ونظرًا لأن عملية الدبلجة تشمل العديد من محترفي صناعة الأفلام، بما في ذلك خبراء العنوان الفرعي وخبراء الدبلجة وخبراء الصوت، فإن تنظيم جلسة تسجيل ثانية يمكن أن يعني إنفاق وقت ومال وطاقة إضافية كبيرة.
لذا، لضمان نجاح عملية الدبلجة من الدورة الأولى، يجب على صنّاع الأفلام التعاون مع أولئك الذين يندرجون ضمن إمكانياتهم ويمتلكون أعلى مستوى من الخبرة. ويمكن تعلم كل هذه الأساسيات من خلال دورات مجانية في مجال الدبلجة.
وضع مسارات الحوار:
ويأتي الجزء النهائي من عملية الدبلجة، وهو وضع مسارات الحوار الجديدة في الفيلم. لاحظ صنّاع الأفلام أن هذا الجزء يتطلب خبرة تقنية كبيرة وقد يحتاج إلى خبراء في الصوت والتحرير لإكمال المهمة. ما لم يكن المدير المكلف بإنشاء نسخة مدبلجة من الفيلم لديه خبرة كبيرة في طبقات الحوار، فإنه من الضروري توظيف خبير لضمان النتيجة الأفضل الممكنة.
كما هو الحال مع أي جزء آخر من عملية الدبلجة، فإن مسارات الحوار عادة ما تتم بالتعاون مع محترفين متخصصين.
أنواع الدبلجة المختلفة:
فن الدبلجة يتضمن ثلاثة أنماط مختلفة من التسجيل الصوتي:
أ. التوافق بين الشفاه (Lip Sync):
يتم استبدال صوت المصدر الأصلي بلغة أخرى تتناسب بشكل مدقق مع حركة الشفاه للمتحدث. تكون اختيار الكلمات هنا مهمة جداً، حيث يجب أن تتناسب مع حركة الشفاه للممثلين وفي الوقت نفسه تحتفظ بالمعنى الأصلي. وتعد هذه الطريقة الأكثر دقة، مما يؤدي إلى تحقيق التأثير الطبيعي على المشاهد.
ب. الدبلجة الصوتية (Voiceover):
تُستخدم الدبلجة الصوتية لإضافة السرد إلى المحتوى الأصلي، بغض النظر عن حركة الشفاه للمتحدث. وتستخدم هذه الطريقة بشكل رئيسي في البرامج الوثائقية والتعليمية والمقاطع غير المسجلة. يمكن أيضًا مزج هذا النوع من الدبلجة بحيث يمكن سماع الصوت الأصلي تحت الصوت الجديد المسجل، ويُعرف هذا أيضًا بـ "UN Style".
ج. التعليق الصوتي (Lectoring):
التعليق الصوتي مميز بأن ممثل الصوت الواحد يكرر جميع الحوارات المنطوقة، دون محاولة لالتقاط اللهجة أو الأسلوب أو أي خصائص أخرى للمحتوى الأصلي، متمحورًا فقط حول تكرار الحوار كما ورد. وتعد هذه الطريقة الأكثر استخدامًا في بولندا.
الفرق بين الترجمة والدبلجة:
بالرغم من وجود بعض الالتباس بين الترجمة والدبلجة، إلا أن الترجمة البصرية لا يمكن أن تكون مختلفة أكثر، حيث تشير الترجمة إلى عملية تحويل الصوت إلى اللغة الهدف، ثم ظهور هذا النص المترجم كشرائط نصية في أسفل الشاشة، على عكس الدبلجة التي تحول النص الأصلي إلى نص آخر كما ذُكر سابقًا.